من المعلوم لدينا أن التطعيم ضد المرض إنما هو إدخال المرض ذاته إلى جسم الفرد؛ ليتعرف عليه الجسد، ويسعى إلى إعداد جيش جرار من الأجسام المضادة؛ والتي تنقض حال معاودة فيروس المرض لمهاجمة هذا الجسد، ونعرف جيدا أن العلاج في كثير من حالات المرض يكون أكثر إيلاما من المرض ذاته؛ فكم من مرة يضطر الطبيب إلى اتخاذ أقسى وأصعب القرارات وأكثرها إيلاما؛ كبتر العضو والخلاص منه؛ وذلك حماية لبقية الأعضاء والجسد كله، وهنا يصبح الحديث عن الفضيحة ليس بالترف، ولا للتشفي، ولا لأغراض دنيئة ترضي بعض الغرائز الكامنة ببعض النفوس؛ إنما لنحذر من طريق سلكه الغير فقاده إلى دنيا الفضيحة؛ ولنتعلم الدرس الذي تجاهله الغير، ولنعرف ممن نتقرب، وممن نهرب كما يهرب السليم من الأجرب؛ ربما هي روشتة قابلة للصرف قبل حلول المرض؛ حتى إذا ما فكر في الغزو فوجئ بجيش لا قبل له به؛ فيرتد المرض مدحورًا مذمومًا؛ وهذا ما قصده مؤلف الكتاب من الكتاب الذي بين أيدينا؛ والموسوم بـ"فضيحة برائحة النعناع: فضائح مشاهير السياسة"؛ وقد تخير للفضائح التي نشرها في هذا الكتاب عناوين مثيرة ساخرة؛ منها الفصيح، ومنها العامي؛ لتناسب ما تعبر عنه؛ فجاء منها على سبيل المثال: موجز أنباء الفضائح، وفضيحة الأرز باللبن، وأبيض يا ورد؛ أقصد يا تلج، وصاحب المعالي الزبال، وتنويم مغناطيسي؛ أقصد صهيوني، وقتلى الغريزة، وبكيني ولا تغديني، وهو ربهم الأعلى، ومعسلة يا بطاطا، والقرش الأسود ينفع في البيت الأبيض، وغيره.