كتاب علمي جامع لإمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني (ت 478هـ) يحوي أحكام الشريعة الإسلامية، ووجهات نظر للجويني في شئون الحكم والسياسة والاقتصاد والاجتماع الإسلامي، وهو يعنى بالحديث عن أحكام الإمامة، وما يليق بها أو يطرأ عليها، وغرض إمام الحرمين -رضي الله عنه- في هذا الكتاب دحض النظريات السياسية التي تسربت إلى الفكر الإسلامي عن طريق النقل والترجمة، لإبراز مكانة الشريعة الإسلامية، وتكاملها، وواقعيتها، إذ يحيط بالراعي والرعية مبينا الأحكام الخاصة بكل منهما، ومظهرا ارتباط الدين بالدنيا، وحاضًّا على الالتزام بأحكام الشرع، وجَعْل كلمة الله هي العليا، كهدف يسعى إليه المسلمون جميعا، ومن غرض إمام الحرمين كذلك إنقاذ بني البشر مما يتردون فيه من مهاوي الظلم والجور، ولعل اختيار إمام الحرمين للعنوان يدل على ذلك، إذ معنى (الغياث) هو الإنقاذ، ومعنى (الالتياث) الحبس والمكث، فكأنه يعلن عن رغبته في إنقاذ الأمة الإسلامية من أسر الظلم وأغلاله.