
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
في هذا الكتاب دراسة ترصد الشعراء المعاصرين الذين أطاحت بهم السلطة؛ فأدخلتهم السجون، وانهالت عليهم بأساليب التعذيب والقهر، أو فضلت السلطة نفيهم خارج بلادهم، أو اختاروا هم بأنفسهم أساليب هذا النفي؛ سواء أكان نفيا نفسيا ذاتيا في صورة عزلة عن الناس، أم نفيا حقيقيا بعيدا عن الوطن، مع تقبل التشريد والمصاعب الجمة التي يعاني منها الشاعر في هذا النفي؛ ولقد ارتبط السجن منذ القدم بالصَغَار والمذلة والهوان، واستخدم لقهر المخالفين للسلطة في سياستها أو عقيدتها أو آرائها، وغالبا ما يسجل المسجون تجربته الخاصة داخل الجدران إذا كان صاحب قلم؛ وما يعنينا هنا -في هذه الدراسة- هو السجن السياسي؛ أي الذي يضم كل من يعارض السلطة بآرائه ومواقفه؛ ويبدو أن السلطة -أي سلطة- لا ترحب بالمثقف، ولا صاحب الموقف، ولا صاحب الكلمة؛ لأنه أكثر البشر تأملا؛ ولأنه كاشف وفاضح لأساليب السلطة الخفية؛ ولهذا فإن السلطة هنا تضع مثل هؤلاء تحت أعينها رقابة، وتهديدا، ووعيدا؛ ولكي تتنوع الشخصيات لم يقتصر المؤلف على الشعراء المصريين فحسب؛ لأن النضال ضد السلطة ليس مقصورا على شعراء مصر وحدهم؛ إذ أخذ يلتقط نماذج عربية مختلفة كان لها دور مشهود في حركة النضال العربي ضد السلطة، وعانت السجن، أو الغربة، أو النفي، والتشريد؛ ولقد اقتصر المؤلف على ذكر عشرين شخصية فقط في الكتاب؛ منهم على سبيل المثال: البارودي: فارس الشعراء، وعلي الغاياتي: الشاعر المعاند، ونجيب سرور: وكوميديا السجون، ومعين بسيسو: مارد من السنابل، وفهد العسكر والنفي الذاتي، وغيرهم.