تناولت هذه الدراسة بعض المسوغات المعرفية الخاصة بالوضع الابستيمولوجي للسيمياء، وبالإطار العام الذي يجعل من هذا الحقل المعرفي متعدّد الفروع والميادين والمباحث. وسيلاحظ القارئ أنّ تباين السياقات واختلاف المجالات التيتنضوي تحت لواء الدرس السيميائي هي علّة استعصاء هذا الحقل المعرفي وسبب ضبابية الرؤية المنهجية التي يعتمدها، كذلك واستجلاء للحقائق تحدث عن خصوصية التحليل السيميائي، المؤتلف والمختلف بينه وبين تحليل المحتوى الإمبريقي، وإجراءات الوقوف عند الوقائع النصّية لأجل كشف واستكشاف العلاقات الدلالية التي يخفيها التجلّي الظاهر لهذه الوقائع، ويتعلّق الأمر بطرح جملة من النماذج والمقترحات المنهجية في تحليل أشكال الخطاب بدءا من النص (الشعر، الرواية، الخطاب الإعلامي) مرورا بالأنساق البصرية (الصورة)، وانتهاء بتحليل الخطاب السينمائي، ثم الاستخلاصات العامة لإبراز كفاءةونجاعة التحليل السيميائي في الأبحاث النقدية المعاصرة.