تواجه المنظمات في الوقت الحاضر تحديات كثيرة أهمها عولمة الاعمال والتطور التكنولوجي والمنافسة الشديدة التي حتمت على المنظمات البحث الدؤوب والمستمر عن افضل الممارسات في عمليات الانتاج ابتداءً من التجهيز مروراً بالانتاج وانتهاءً بالتوزيع والبيع، لذلك اتجهت معظم المنظمات اليوم الى تطبيق مفاهيم وتقنيات ادارية حديثة في ادارة هذه العمليات، ومن ابرز هذه التقنيات هي سلسلة الامدادات التسويقية. كما يمكن اعتبار التوجه البيعي الفلسفة المعبرة عن التسويق، وبالتالي اعتبر نشاطا بيعيا متمما للإنتاج بتصريف الفائض من هذا المنتج الى الأسواق الخارجية بالالشكل الذي أوقف عمل التسويق المتعلق بادارة الطلب، الأمر الذي انعكس على التشتت التنظيمي لأنشطة الإمدادات التسويقية بين العديد من المنظمات بما يخل بالنظرة الشمولية والكلية لنظام الإمدادات لحساب النظرة الفردية لكل إدارة على حدة وأدى الى إيجاد حلول وقتية مجتزئة. ومن هنا تبرز اهمية الامدادات التسويقية كمحرك اساسي لعمليات المنظمة وبالتالي من الممكن ان يسهم في تعزيزي ميزتها التنافسية. ولهذه الاهمية فقد حاول المؤلفين تقديم اسهامه متواضعة بسد جزء من النقص التي تعاني منه المكتبتين العراقية والعربية في مجال سلسلة الامدادات التسويقية من خلال تقديم الكتاب الحالي، ولقد جاء تاليف هذا الكتاب نتيجة الخبرة التي اكتسبها المؤلفين نتيجة دراسته وانجاز عدد من البحوث في هذا المجال وتاليف كتاب في حقل ادارة التسويق، وقد حاول المؤلفين تجنب الاسراف غير المبرر والاطالة الزائدة عبر التركيز على جوهر الموضوع. ويقع الكتاب في فصول ثمانية، اذ يركز الفصل الاول على مفهوم التسويق بالشكل عام واهميتها واهم الموضوعات المتعلقة به، وجاء الفصل الثاني ليوضح التوجه التنظيمي للامدادات التسويقية، وركز الفصل الثالث على مفهوم سلسلة الامدادات التسويقية، وخصص الفصل الرابع لتوضيح الانشطة الرئيسة لسلسلة الامدادات التسويقية، اما الفصل الخامس فقد خصص للانشطة الداعمة لسلسلة الامدادات التسويقية، وجاء الفصل السادس ليركز على مفهوم ادارة سلسلة التجهيز، وركز الفصل السابع على التوزيع والتوزيع المادي، في حين ربط الفصل الاخير وهو الثامن بين سلسلة الامدادات السويقية والميزة التنافسية للمنظمات. واخيراً نقول ان هذا الجهد قد تشوبه بعض الهفات او الهفوات هنا او هناك، كونه يمثل جهد انساني قابل للتصويب والمراجعة، وستكون مسرورين ومنقحين لاية ملاحظة تردنا من ذوي الاختصاص.