يحدثنا هذا الكتاب عن أمهات المؤمنين، والصحابيات الجليلات؛ لتتخذ منهن النساء والفتيات مثلا عليا، وقدوات صالحات؛ فينتهجن نهجن، ويتتبعن أثرهن الطيب إذ إن المرأة المسلمة في صدر الإسلام لا تقل عن الرجل في دينها، ولا تقل عنه تضحية في سبيل عقيدتها؛ إذ ضحت من أجل الإسلام بكل ما تملك؛ فكانت لبنة صالحة في بناء مجتمع إسلامي متماسك قوي الأخلاق؛ فالإسلام اهتم بالمرأة اهتماما بالغًا، وأحاطها بالتربية والرعاية، وشرع لها من الحقوق ما يلاءم فطرتها وتكوينها؛ الأمر الذي لم تعهده أي أمة على مر العصور؛ فنحن بأمس الحاجة إلى قراءة سيرة الصحابة والصحابيات؛ لما قاموا به من تحمل أمانة الدعوة إلى الله، ولما أصابهم في سبيلها من الأذى؛ وهو ما يحتم علينا معرفة قدرهم، ومكانتهم، وفضلهم؛ ليكونوا أعظم قدوة لنا، ولشبابنا، وفتياننا؛ فتربط الأمة حاضرها بماضيها الصديق؛ فقد علم أعداء الأمة أن المرأة المسلمة من أعظم أسباب القوة في العالم الإسلامي؛ فراحوا يخططون لها ليلا ونهارا؛ لشل حركتها، والزج بها في مواقع الفتن، وإفسادها.