تقوم حضارة الإسلام على قاسم مشترك من الأسس والثوابت العريضة، بغض النظر عن موقع الفعالية الحضارية في الزمان والمكان، وعن نمطها وتخصّصها، فإنها تنطوي- في الوقت نفسه- على حشد من الوحدات المتنوّعة بين بيئة ثقافية وأخرى، في إطار عالم الإسلام نفسه، بحكم التراكمات التاريخية التي تمنح خصوصيات معينة لكل بيئة، تجعلها تتغاير وتتنوع فيما بينها في صنوف من المفردات والممارسات، وعلى ضوء ذلك يقدم هذا الكتاب دراسة حول دويلات المشرق الإسلامي في القرنين الثالث والرابع للهجرة بين الوحدة والتنوع، وتقع الدراسة في تمهيد بعنوان "الأوضاع السياسية للإمارات الإسلامية ببلاد إيران في القرنين الثالث والرابع للهجرة"، وثلاثة فصول: (الوحدة والتنوع في الأوضاع الإدارية، الوحدة والتنوع في الأوضاع الاقتصادية، والوحدة والتنوع في الأوضاع الاجتماعية).