إنّ المتمعّن في الواقع اللغوي الجزائري يلاحظ وجود ما يسمّى بالثنائية اللغوية بين اللغة الفصيحة واللغة العاميّة، وهي ظاهرة تمتاز بها كلّ لغات العالم، إذ لاحظ مؤلف هذا الكتاب بعض التشابه بين العاميّة الجزائرية والعربيّة الفصحى، خاصة على المستوى التركيبيّ والإفرادي، فكم من مفردة عاميّة هي في الأصل فصيحة، وكم من خصائص تركيبية عاميّة هي فصيحة أيضا، وأول شيء شدّ انتباهه هو بنية الجملة العاميّة، إذ وجد أنّها تشتمل على عنصرين أساسيين، هما: المسند والمسند إليه، وأنّها نوعان: جملة فعلية، وجملة اسمية، بالإضافة إلى اعتمادها على مفهوم العامل، وقد قسم المؤلف الكتاب إلى بابين: العاميّة الجزائرية: وقفة عند المفاهيم، والعاميّة في الواقع الجزائري تحليل ونتائج، وحوى كل منها عددا من الفصول، جاءت عناوينها كالتالي: مفاهيم نظرية، وفي المنهجية: (بين الجمع والتحليل: مدوّنة العاميّة الجزائرية المكتوبة والمنطوقة)، وتحليل الجمل، وتحليل الفضلات، وعلامات الزمن، وظواهر التقديم والتأخير والحذف.