يسرد الرحالة البرتغالي إيسا دي كروش مذكراته بعد أن جاء إلى القاهرة عام 1869 مع صديقه لحضور حفل افتتاح قناة السويس، متأثرين بسحر الشرق من خلال قراءاته لقصص ألف ليلة وليلة.. بعد أن غادرا لشبونة في أكتوبر عام 1869، ثم مرا بقادش وجبل طارق ومالطا، وسجل الرحالة في تلك البلاد ما شاهده وما تركته في نفسه من انطباعات، ثم اتخذا سبيلهما إلى الإسكندرية مرورا بالدلتا إلى أن وصلا أخيرا إلى القاهرة، وكان لهما فيها جولات تعد وثيقة ثقافية تاريخية، كما تحدث الكاتب عن مشاهداته في شوارع القاهرة التي زارها؛ من القلعة إلى فندق شبرد إلى القاهرة القديمة إلى الجامع الأزهر إلى متحف بولاق ومقابر الخلفاء والحمام التركي، وعن الجيزة وعن مصر بصفة عامة، ويتحدث عن مظاهر الحياة كذلك في تلك الحقبة التاريخية إبان حكم أسرة محمد علي، من وصف للناس والملابس وحركة البيع والشراء في الأسواق والحياة الاقتصادية والعملات المتداولة ووسائل الترفيه من مقاه ونواد للقمار والراقصات الغوازي وغيرها، وأساليب الغناء والآلات الموسيقية المستخدمة كالصنجات والدربكة وكذلك الأعياد وطرق الاحتفال بها، وتعد تلك الرحلة وثيقة تاريخية وثقافية وشهادة من الكاتب لما رآه من خلال الرحلة إلى أن حضر حفل الافتتاح، وتتمثل أهمية هذا الكتاب في استعراض وجهة نظر أجنبية وصورة مغايرة للمجتمع المصري في وقت لم نشهده.