يعد هذا الكتاب محصلة زيارة واحدة؛ زيارة لم تكتمل؛ إلى قبر واحد؛ لامرأة واحدة، في جبانة للحريم، جبال من المتناقضات، تلال من الغرائب، أكوام من العجائب، وعوالم من اللا معقول؛ هكذا دنيا الحريم؛ فمجنون هو من يكرر هذه الرحلة، إن السباحة في بحر الأنثى إنما هي عمل لا يقل وحشية عن نبش القبور، ولا يقل خطورة عن مصادقة السلطان، وركوب البحر، وتصديق اللص، وعدو للقراءة هو من لم يقرأ، ولا يقرأ تسعة كتب من كل عشر صفحات يسعى إليها أو تسعى إليه؛ فلقد سطَّر مؤلف هذا الكتاب كتابه، والمرأة تحاصره من كل جانب؛ ولا تترك له فرصة اللجوء إلى جبل يعصمه من دموعها التي ضاقت بها الأرض بما رحبت؛ فلقد رأى صفحات ملئت بشكوى المرأة بلا أسباب، وربما بسبب أنها لم تجد شيئًا تشكو منه أو تشكو له؛ وهو يرى أنها تشكو لأنه لا بد لها من أن تشكو؛ فهي تشكو وكفي من وجهة نظره، وهو يرى أن السفر إلى دنيا المرأة يبعدك عنها أكثر؛ إذ تدرك دوما أنك تخدمها، وترى فيك الخصم اللدود الذي لا أمان له، وترى في نفسها البراءة التي خلقت لكائن غير الرجل؛ عبر صفحات هذا الكتاب ينتقد الكاتب المرأة نقدا ساخرا من خلال سبعة فصول تناولت حواء الأنثى، وحواء والأديان السماوية، وحواء عبر التاريخ، وحواء في عيون المبدعين، وحواء البيت والسكن، وحواء ألوان، وأخيرا حواء والجنس.