إن علماء و نشطاء حرب اللاعنف يوقنون و هم في أتون معركتهم الحضارية أن نجاح نشاط واحد يتحول إلى مصدر إلهام يحيي الأمل في الإنسانية الباحثة عن مخرج, و ينقض مضاجع الديكتاتوريات. و أن الفشل قد يزيد من سطوة هذه الأصنام, و يوجه فعل الجمهور إلى اتجاهات لا تحمد عقباها, سواء تستر هذا الفعل في انسحاب يائس من مشروع التغيير, أو أخذ شكلا سافرا من العنف الشعبي الذي قد يلتهم فرص الحياة في المجتمع. و عندما يقرر نشطاء المقاومة اللاعنيفة عبر العالم التصدي للديكتاتوريات بصدورهم العارية, متوشحين بثوب الأمل, و بريق الفكر فعليهم أن يخططوا للنجاح لأنهم لا يسعون إلى تسجيل الحضور في مسرح الأحداث عبر أنشطة متنوعة, بل يسعون من خلال أنشطة مدروسة إلى تحقيق الانتصار.