يُعَدُّ كتاب التاريخ لخليفة بن خياط (ت 240هـ) من أقدم ما أُلِّف في الحوليات، وتشير المصادر إلى أن النسخة الأصلية منه قد فُقدت، ولم تصل نسخة منه إلينا اليوم إلا من رواية الإمام الأندلسي بَقِيّ بن مَخْلَد (201هـ - 276هـ)، وهي النسخة الوحيدة المتداولة في وقتنا الحاضر، وقد بدأه المؤلف بقوله: "هذا كتاب التاريخ، وبالتاريخ عرف الناس أمر حجهم، وصومهم، وانقضاء عِدد نساءهم، ومحِل ديونهم..."، وقد اختار المؤلف لكتابه منهج الحوليات، وهو ذكر أحداث كل سنة على حده، حيث بدأه بمقدمة مقتضبة عن مكانة التاريخ وأهميته لدى الأمم السابقة، ثم بَيَّن كيف بدأت فكرة التأريخ عند المسلمين، ثم ذكر بعدها تاريخ مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- وما ورد في ذلك من أخبار -بإيجاز شديد-، ثم انتقل إلى أحداث السنة الأولى من الهجرة، وبَوَّبَ لذلك بقوله: "سنة إحدى من التاريخ"، واستمر بعد ذلك في ذكر كل سنة على حده، مبينًا ما وقع فيها من الأمور والأحداث، وقد بلغ به إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين (232هـ)، أي قبل وفاته ببضع سنين.