إن الناظر في أرفف المكتبات العربية يجدها تزخر بالكتب التي تحذر من مؤامرة خفية للقضاء على دين الإسلام، لكن القارئ العربي المسلم يبدو -بالرغم من ذلك- غير راض عما يقرأ، بل لربما نعته بالوهم أو الإرجاف، ولعل السبب في هذا يرجع إلى عدم نجاح تلك الكتب في تحديد مصدر المؤامرة بدقة، وغياب الدراسة الجادة التي تبين الرابط بين المتآمرين، إن هذا السفر الذي بين يديك أشبه ما يكون بحل مسألة رياضية عويصة لا يمكن استيعابها إلا بتكرار النظر وحضور الذهن واستقراء النتائج من سلسلة من العمليات يستحضر الرياضيُّ كل مقدماتها بينما ينتقل من خطوة إلى خطوة، فلا يحسبن القارئ أن مؤامرة خطط لها على مدى خمسمائة عام على الأقل يمكن أن تُفك له ألغازُها في عمود صحيفةٍ من الصحف بينما يحتسي فنجانًا من القهوة، ومع ذلك فإن هذا الكتاب يحاول تبيين ما قد يخفي على القارئ غير المختص ليكون شريكًا في معرفة الحقيقة التي لا يسع مسلمًا يغارُ على أمته أن يجهلها.