آثرت فى هذا الكتاب الذى يحمل عنوان «النمو الحركى للطفل وأهم الأنشطة الترويحية والمدرسية» أن أستجلى معالم هذا النوع من النمو بمزيد من الدراسة التتبعية التى تعنى إلقاء الضوء على المناطق المعتمة من هذا النمو فى الفصل الأول من الكتاب، والذي يحمل عنوان «تطور النمو الحركى فى الطفولة» ، قصدت أن أقوم بعملية تتبعية لهذا النوع من النمو، حسب التقسيم التربوى المتعارف عليه، لتسهيل الدراسة،ورصد الظواهر المتباينة، ففى مرحلة الرضاعة، حاولت رصد الأسس العلمية الصحيحة لمظاهر النمو الحركى، وحاولت كذلك رصد مراحل نمو المهارات الحركية ، ثم أنواع تلك المهارات والتى قسمهاالعلماء إلى نوعين : حركية، ويدوية. وتتبعت أيضًا ظواهر هذه المهارات كالمشى، والقبض على الأشياء، والقذف، ثم أعقبت ذلك كله بأهم التطبيقات التربوية وقد قمت بنفس هذا التتبع الدقيق فى سائر فترات النمو المتباينة فى الطفولة المبكرة، والمتوسطة، والمتأخرة ويُلاحظ أنَّه قد تم تدعيم هذا العرض ببعض الجداول والرسومات التوضيحية التى استقيت محتواهاالعلمى من بعض المصادر العربية والأجنبية ذات الصلة بالموضوع، والتى تتميَّز بالدقة العلمية الشديدة.ولأننى أعتبر النشاط وضعًا مهمًا من أوضع التعلُّم، يُبادر إليه الفرد ويمارسه مدفوعًا بالرَّغبة والاهتمام بغية الوصول من وراء ذلك إلى هدفٍ منشود، فقد قمت بمحاولةٍ تتبعية لتطور النشاط عند الأطفال منذ الميلاد، وحتى سن تسعة أعوام وفى هذا الإطار نفسه تتبعت توتُّر النشاط عند الأطفال، على أساس أنَّه يندر أن يظل الكيان العضوى متزنًا اتزانًا هادئًا مدةً طويلة، وذلك فى الفصل الثانى أمَّا الفصل الثالث فقد ركزت فيه على هوايات وأنشطة الطفل، بدأتها بتعريف الهواية، وسحر جاذبيتها، واختلافها بين الأمس واليوم، وإبراز مدى أهميتها بالنسبة للأطفال، وهو درس نقدمه للآباء والأمهات. ثم كان عرض للأنشطة الترويحية بدأتها برسوم الأطفال، من حيث تطورها عبر مراحل نموَّهم المتباينة، وكيفية رعاية رسوم الأطفال عبر مراحل : ما قبل المدرسة، مرحلة الحضانة، المدرسة الابتدائية ثم قدَّمت للأشغال اليدوية، والتمثيل والتأليف المسرحى، والأغانى الجماعية والموسيقى، وحفلات السمر، والألعاب الرياضية وقد تضمَّن العرض تحليلاً دقيقًا، وتتبعًا تطوريًا متميزًا ولم يفتنى أن أُقدم جزءًا خاصًا عن الأنشطة المدرسية التى تعتبر نشاطًا تربويًا مقصودًا، وحاولت بالطبع أن أُبيِّن أهمية تلك الأنشطة، وأهم معاييرها وقد اختتمت هذا الكتاب بمناقشة قضية الطفل مُفرط الحركة.. قليل الانتباه، على اعتبار أنَّها قضية أو مشكلة بدأت تكثر الشكوى منها فى السنوات الأخيرة، كما أن هؤلاء الأطفال زائدى الحركة وقليلى الانتباه فئات لم تأخذ حقها من الاهتمام والدراسة، فليس لديهم أماكن للتأهيل، أو مدارس خاصة، على الرغم من أن نسبتهم فى ازدياد مستمر.. من هذا المنطلق حاولت أن أُوضح فى البداية طبيعة الطفل مُفرط الحركة.. قليل الانتباه، وتشخيص حالته، وأهم المؤشرات الدالة على هذا الاضطراب، وتصنيف تلك الحالات، وسمات هذا الطفل، وأهم الأعراض التى يمكن أن يأخذها الأهل فى الاعتبار، وبعد ذلك تمكنت من رصد اثنى عشر سببًا من الأسباب التى تؤدى إلى هذا النوع من الاضطراب. كما تتبعت سبع من الوسائل العلاجية الناجحة في هذا المجال . وأخيرًا قدَّمت عددًا من التوجيهات التى أراها تُعين فى علاج مثل هؤلاء الأطفال، بعضها موجه للآباء والأمهات، والآخر موجه للمُعلِّمين والمُعلِّمات وأخيرًا عرضت لقائمة تضم المراجع التى كانت لها الفضل فى تقديم هذه الدراسة على هذا النحو