تسلط هذه الدراسة الضوء على النظام السياسي، ومشكلات الوحدة الوطنية في دولة جنوب أفريقيا، وذلك لأن مشكلات الوحدة الوطنية وإن كانت ظاهرة عامة في دول العالم الثالث إلا أنها قد تكون أكثر وضوحا أو تحديدا في مناطق مهمة من هذا العالم، ولا سيما حينما ترتبط بموقع جغرافي مهم تتوافر فيه الموارد المهمة، بصرف النظر عن نوعيتها، ولذا نجد أن مشكلات الوحدة الوطنية أكثر استفحالا في الهند، والكونغو (زائير)، ودولة جنوب أفريقيا موضوع هذه الدراسة، وفي الدراسة محاولة للإجابة على أسئلة عدة، منها: هل سياسة التمييز العنصري -التي كانت عقيدة النظام السابق- هي المحفز والباعث في إثارة مشكلات الوحدة الوطنية؟ أم أن ثمة عوامل أخرى كالاستعمار والاستيطان؟ وهل يمكن في التحليل الأخير للنظام السياسي الناشئ أن يضع حدا لهذه المشكلات؟ وهل تستمر هذه المشكلات مع تصاعد الخط البياني لمنجزات النظام السياسي الجديد؟، وذلك من خلال أربعة فصول، جاءت عناوينها كالتالي: نشأة دولة جنوب أفريقيا وتطورها، والنظام السياسي ومؤسسات الدولة، وسياسة النظام العنصرية ومشكلات الوحدة الوطنية، وأخيرا التحولات الديمقراطية للنظام السياسي وتحديات الوحدة الوطنية.