باتت القيم الفكرية للمصطلح الدرامي تضعنا أمام انفتاح تأويلي لمحدودية الإشكالية اللغوية لذلك المصطلح، ولأن المسرح بطبيعته إشكالي لاشتغاله في قراءات لا حصر لها، تنفتح على منافذ متعددة في ذهن المتلقي وهذا سر انسيابية المسرح وتجدده باعتباره مشروعا متطورا ومتغير الملامح، والزمن فيه دراميا يصبح زمنا فلسفيا إذا ما قارناه بأحوال الزمن الطبيعي وفق المعايير الجمالية، ولقد أثارت المونودراما الكثير من الدهشة لانتشارها، حيث إن الزمن في المونودراما زمن نفسي لا يتقيد بلحظة تاريخية معينة لها التزاماتها على طريق الفعل، فالفعل يتطلب من يقع عليه في إطار من التوتر، ويناقش هذا الكتاب تجارب المونودراما في المشهد المسرحي العربي.