يعنى هذا الكتاب بدراسة المشروع الوطني الفلسطيني كمشروع تحرر من الاحتلال، ليس ملكا لحزب أو جماعة، بل ملك لمن يستطيع تحمل استحقاقاته النضالية، وحمايته من أي تدخلات خارجية تحرفه عن وجهته الوطنية، فالمشروع الوطني رديف استقلالية القرار الوطني، إذ من لا يملك قرارًا مستقلا لا يمكنه أن يؤسس أو يقود مشروعا وطنيا، ولذا فإن الزعم بالشرعية التاريخية أو الشرعية الدينية لا يمنح الأحزاب والنخب الحق بمصادرة المشروع الوطني، والاستحواذ عليه بعيدا عن ثوابت الأمة التي تتم صياغتها بالتوافق الوطني، وفي هذا الكتاب حاول الكاتب استخلاص الدروس والعبر من تجارب الماضي، وطرح رؤية إستراتيجية للخروج من مأزق الحاضر، باعتباره شخصًا كان في قلب الحدث، وعاصر القضية يومًا بيوم على حد تعبيره، وذلك من خلال خمسة فصول، جاءت عناوينها كالتالي: المشروع الوطني بين استنهاض الهوية وإستراتيجية التحرير، وجدلية التحرير والدولة، وأزمة المقاومة والبحث عن الدولة في إطار الشرعية الدولية، والدولة والمشروع الوطني في متاهات التسوية والسلطة، وأخيرا ضرورة المراجعة الشمولية لفكر وإستراتيجية العمل الوطني.