يعنى هذا الكتاب بالحديث عن المدارس الأدبية في صحراء الطوارق، وإظهار الجانب الأدبي ومحافظة شعراء السوقيين -وهم ليسوا طوارق إلا على جهة التغليب؛ وإلا فالطوارق أنفسهم لا يسمونهم طوارق، بل يسمونهم سوقيين؛ كذلك يعني الكتاب أيضا بإلقاء الضوء على هذا الجانب المنسي من روافد الحضارة الإسلامية في الصحراء الكبرى، والتذكير بالدور الذي لعبته هذه الجامعات والمعاهد المتنقلة في ربوع الصحراء؛ والتي امتد عطاؤها، وتجذرت عروقها منذ عهد سحيق، وتناوبت في حمل مشاعل ذلك النور أعرق وأقدم حاضرتين عرفتهما المنطقة؛ ألا وهما: (تادمكة)، ومن بعدها (تين بكتو)، وجاء الكتاب مقسما إلى ثلاثة أبواب؛ تحمل العناوين الآتية: في التعريف بالمجتمع السوقي، أو السوكي (ويشمل: في الكلام على مدينة تادمكة؟ السوق؟ وأهلها، ووصول السوقيين إلى مدينة "تادمكة" (السوق)، وأهمية المدارس التي أقامها السوقيون في صحراء الطوارق، وثناء العلماء البارزين في الصحراء على المدارس السوقية، وفي بعض أقوال أعلام السوقيين عن هذه المدارس)، وأسماء المدارس وشيء من أخبارها (ويشمل: في المدارس السوقية الشرقية، وفي المدارس السوقية في الضفة الغربية لنهر النيجر)، والمناهج التعليمية في المدارس السوقية (ويشمل: طريقة إلقاء الدرس ومصاعب الترجمة، والدروس ووقت الدراسة، والسلم التعليمي للأخذ في المدارس السوقية، والمراجعة وتكرار الدروس العلمية، وبعض النماذج للمجالس العلمية، ودور المعلمات السوقيات في المدارس السوقية)، وأخيرا الحركة الأدبية في المدارس السوقية (ويشمل: شعر الطوارق وخصائصه الفنية، والنثر وأغراضه في المدارس السوقية).