إن القرآن العظيم لم يتبوأ المكانة السامية أو المرموقة بنحو كاف بين أنصاره وأتباعه المؤمنين، فهو ليس للتبرك، ولا للتلاوة على أرواح الأموات، ومناسبات التعازي، أو التلاوة اليومية من حفظته وعشاقه فقط، وإنما هو دستور للعمل والتطبيق، وتصحيح العقيدة والشريعة ومناهج السلوك والأخلاق، فإن الله تعالى أوجب بنحو قاطع على عباده أن يتدبروا آيات القرآن، ويعملوا بنحو شامل لا يقبل التجزئة بشرائعه وأحكامه، وعلى ضوء ذلك يدور هذا الكتاب حول البنية التشريعية والخصائص الحضارية في القرآن الكريم، وتناقش دراسة الكتاب: (القرآن والشريعة والمجتمع، لمحة موجزة عن الشرائع والقوانين الوضعية، الأحكام التشريعية في القرآن الكريم، مكانة السنة النبوية في التشريع الإسلامي، وإطار الشريعة ومنهاجها في الحياة).