بدأت العناية بالدراسات الصوتيّة عند العرب الأوائل منذ انتشار الإسلام ودخول الشعوب غير العربيّة فيه؛ مِمّا أدّى إلى امتزاج العرب بغيرهم من الشعوب الأخرى؛ فوقع التأثير والتأثّر، وزاغت الألسن عمّا كانت عليه من فصاحة تامَّة وسليقة سليمة؛ فشاب أصوات العربيّة شيء من لكنات أعجميّة، واختلف نطق ناطقيها لبعض أصواتها، فخشي العلماء أنْ يعمّ ذلك الانحراف لسانَ أبنائها عامّة، ولاسيّما عند قراءة القرآن الكريم؛ إذ كان الجانب النطقي من أهمّ وسائل حفظه من التحريف في الأداء عند تلاوته، فانبرى نحاة العربيّة ولغويوها لدراسة الأصوات اللغويّة في وقت مبكر فخصصوا أبوابًا مستقلّة في كتبهم لهذه الدراسة، ولم يدرسوها لذاتها، وإنّما وجدوا أنّ الدراسة لا تكتمل، والفهم لا يتمّ للعربيّة بنحوها وصرفها من دون دراسة الأصوات اللغويّة.وقد تناول الكتاب أشهر مذاهب المحدثين في أنواع المقاطع العربيّة، وبيّن أنّ بعضها يفتقد إلى المنهج الواضح، مما أدّى إلى عدم اتّفاقها في الغالب.ودعا المؤلف إلى الإفادة من الحقائق العلميّة التي توصلت إليها الدراسة الصوتيّة الحديثة، ومنها: نفي وجود حركات قبل حروف المدّ من جنسها، وكذلك ترك علامة السكون.