إن من أهم الأمور التي يسعى إليها الإنسان في حياته أن يبيت آمنا في مسكنه معافى في جسده فإن حصل له ذلك فكأنما ملك الدنيا، فالأمن الشخصي والمعافاة في الجسد والاستقرار الدائم تعد قوام الحرية الشخصية التي تعد أساس الحريات كافة التي يتمتع بها الإنسان، وعليه فإن التجريم يقوم أساسا لحماية هذه المصلحة الجديرة بالحماية القانونية فيقوم بتحديدها بالنص عليها في القانون مقدرا لها درجة الحماية التي تستحقها والنص القانوني إنما يدور مع المصلحة وجودا وعدما، فكما تفقد هذه المصلحة جدارتها بتلك الحماية عند انتفاء علة التجريم فإن النص القانوني يفقد مبرراته كذلك، وعلى ضوء ذلك يقدم هذا الكتاب دراسة حول الحماية الجنائية للأشخاص من الاختفاء القسري، وتقع الدراسة في بابين: (ماهية الحماية الجنائية للأشخاص من الاختفاء القسري، وأحكام الحماية الجنائية للأشخاص من الاختفاء القسري).