أرسى الإنسان في منطقة الشرق الأدنى القديم أصول الحضارة الإنسانية المستقرة في جميع مظاهرها المادية والمعنوية منذ بداية استقراره فيها، وقد اتفق العلماء على أولوية هذه المنطقة على بقية أجزاء العالم في الشرق والغرب في التوصل إلى مرحلتي إنتاج الطعام والمدنيّة، ولذلك اتجهت أبحاثهم إلى أجزائها ذات الأثر الخالد في سجل حياة الإنسان، ولعل منطقة سوريا والساحل الفينيقي وفلسطين كانت مكان التقاء لكافة الحضارات العريقة القديمة: السومرية والأكادية والبابلية والآشورية والحضارة الحثية القديمة وأيضا الحضارة الميتانية الحورية والحضارة المصرية ثم الحضارتين اليونانية والرومانية، ولذلك تأثرت هذه المنطقة بكافة هذه العناصر الحضارية في المجالين المادي والمعنوي، وعلى ضوء ذلك يقدم هذا الكتاب دراسة حول الضارة الفينيقية