إن كتاب "فتح المجيد" للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- من أهم وأجلِّ شروح كتاب التوحيد للمجدد الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ إذ له من القَبول والانتشار ما ليس لغيره؛ فقد طُبِع مرارًا، واحتفي به أهل العلم وطلابه، وتداولوه بالتعليق والتدريس؛ سواء في الجوامع والمساجد، أو في الكليات والمعاهد الشرعية، لا سيما أن هذا الشرح من الوسيط؛ فليس بالبسيط، ولا بالوجيز، ومؤلِّفه إمامٌ محققٌ، وعالمٌ مدققٌ، هو المجدد الثاني بعد جدِّه الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، وقد قرأ على جدِّه كتاب التوحيد من أَوَّله إلى أبواب السحر، وفي هذا الكتاب جملة من التعليقات والتقريرات المتنوعة، قد بلغتْ مائة وخمسة عشر تعليقًا، منها ما يكون بيانًا وتوضيحًا لمباحث متفرقة، ومسائل مجملة في الشرح، ومنها ما هو تعقيب وتنبيه على عبارات مشكلة، أو تحقيق وتحرير لمسائل مشتبهة، ومنها ما هو توثيق وعَزْوٌ لبعض النصوص والنقول.