هذه دراسة علمية عن التعصب الذي يعد ظاهرة مركبة متنوعة الأسباب والأوجه، فله أسباب اجتماعية، وسياسية، ونفسية، وهو ظاهرة عامة، عرفتها التيارات الفكرية المختلفة في حقب التاريخ كلها، مع التباين في أسبابها وأنماطها وصورها، حيث تختلف مكونات التعصب وطرق ممارسته تبعاً لاختلاف المجتمعات وأحوالها السياسية، وبناها الفكرية والدينية، وقد تكون ممارسة التعصب من الفرد نفسه ضد الأفراد والجماعات الأخرى، أو قد تمارسه الجماعات ضد الأفراد والجماعات الأخرى أو ضد الدولة، وقد تمارسه الدولة ضد الأفراد والجماعات في الداخل أو ضد الدول الأخرى في الخارج، كل وفق أحواله ومبادئه السياسية والفكرية والدينية.