يعنى هذا الكتاب بالحديث عن تحقّقات التضليل في الفلسفة اليونانية؛ لا سيما في الحركة السفسطائية، وطرق التضليل الكلامي عند أهم أعلامها، ويغوص الكتاب في عمق الحركة السفسطائية، ويكشف أساليبها ويميط اللثام عن آلياتها؛ غير مقتصر على حقبة الفلسفة اليونانية، ولكنه يركز عليها ليتناول التضليل الكلامي المعاصر وطرقه؛ وهذا الانتقال لا يشكل جِدَّة فحسب، بل يجعل البحث الفلسفي هادفًا إلى معالجة قضايا معاصرة بعمق وفعالية، ويشكل هذا الكتاب بحثًا أكاديميًّا يتوجه مبدئيا إلى الاختصاصيين في الفلسفة والعلوم السياسية والاجتماعية، ومن ثمّ إلى رجال السياسة، وقادة الرأي، والأحزاب السياسية، والإعلاميين على أنواعهم؛ فهو ليس بمغلق على سائر القرّاء؛ لأن التضليل واقع؛ يزداد اتساعًا وفعالية بازدياد التواصل بين البشر، وانتشار العولمة وما يواكبها من أنماط اقتصادية موحّدة، وممارسة إعلامية دعائية، وتبرز أهمية هذا الكتاب من خلال كونه يصبّ في سبل السعي إلى الحقيقة؛ بإرشاده إلى ما ينتقص منها أو يشوّهها؛ فهو يتناول بالتحليل والتمحيص محاولات السيطرة على الرأي، ولقد فَصَّلَ الكتاب الحديث في موضوع "التضليل الكلامي وآليات السيطرة على الرأي (الحركة السفسطائية نموذجا)" من خلال ثلاثة فصول؛ دارت حول هل الحركة السفسطائية حركة فلسفية، وما هي علاقتها بالتضليل؟، وأهم طرق التضليل الكلامي عند السفسطائيين، وأخيرا التضليل الكلامي المعاصر وطرقه.