في عام 133 ق.م كانت الدولة الرومانية تواجه طائفة من المشاكل التي خلقت في مجموعها أزمة خطيرة، وكان الأساس الاقتصادي للمجتمع الروماني غير سليم؛ إذ كانت روما تعيش إلى حد كبير على استغلال الولايات، كما كان الدخل من هذه الموارد يذهب معظمه إلى أيدي الطبقة الأرستقراطية صاحبة المناصب، وبعضه إلى أيدي طبقة رجال الأعمال، ولم تستفد الطبقة منه إلا قليلًا، وتدهورت أحوالها بالتدريج باتساع الإمبراطورية، وحدث نفس الشيء في حالة معظم حلفاء روما في إيطاليا؛ فأصبحت الحاجة شديدة إلى إصلاح اقتصادي شامل؛ ليقضي على مشكلة البطالة بين الفقراء، وذلك بتوفير فرص العمل في ميدان الصناعة والتجارة، أو بجعل ميدان الزراعة محببًا إلى نفوس صغار المزارعين مرة أخرى، كما أصبحت الحاجة ملحة إلى إصلاحات سياسية؛ وفي هذا الكتاب حديث عن التاريخ الروماني الاجتماعي، والاقتصادي، والإداري، والديني، والسياسي، والعسكري؛ وذلك من خلال ثلاثة عشر فصلا؛ جاءت عناوينها على النحو التالي: جغرافية إيطاليا وأثرها في تطورها التاريخي، وإيطاليا قبل التاريخ، والأتروسكيون والإغريق، والآلهة الرومانية، وتأسيس روما آبنياس، وتأسيس روما روميلوس، وصفات الرومان وميزات روما، وروما سيدة إيطاليا، والأسرة والدولة والمجتمع، وروما وغرب البحر المتوسط، وروما والشرق الهلليسنتي، والسياسة الاستعمارية الجديدة، وأخيرا أثر الحروب والفتوحات في الحياة الرومانية.