بيّن الله -سبحانه وتعالى- غاية القرآن الكريم، فقال: (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)؛ فهو كتاب هداية في العقيدة، والفكر، والتشريع، ولا يمكن أن نفهمه على هذا الوجه ما لم ندرك واقعه العربي من حيث اللغة؛ على مستوى ألفاظه، وتراكيبه، وتصرفه فيها؛ ومن هنا تظهر أهمية دراسة ألفاظه، ومعرفة دلالتها على المستويين الإفرادي والتركيبي، وفي الكتاب الذي بين أيدينا الآن دراسة دلالية لألفاظ الثواب في القرآن الكريم؛ تكمن أهميتها في علاقة ألفاظ الثواب الوثيقة بعقيدتنا الإسلامية، وفي اتصال دلالة الألفاظ بمنهج الأصوليين القائم عليها، والمهتم بها؛ لاستنباط الأحكام الشرعية من القرآن والسنة، ولن يتأتى فهمنا للقرآن إلا بتعرف دلالات ألفاظه، وضبطها عن طريق دراسة اللغة دراسة جادة، هذا وجاءت الدراسة مبسوطة عبر صفحات الكتاب؛ من خلال بابين حملا العنوانين الآتيين: وجوه معاني الثواب في القرآن الكريم (ويشمل: الجذر: (ث، و، ب) في الاستعمال القرآني، والمرادفات القرآنية لمعنى (الثواب)، والمتواردات القرآنية على معنى (الثواب)، ودلالة الأسماء والصفات الإلهية على الثواب، وصفة أهل الثواب في القرآن الكريم)، وألفاظ الثواب الأخروي والثواب الدنيوي في القرآن الكريم (ويشمل: لفظ الجنة؛ الأسماء والصفات، وألفاظ الوعد والبشارة، وألفاظ النجاة، وألفاظ التيسير والبركة، وألفاظ النصر والتمكين).