قع اختياري على الموضوع بعد دراستي (القصص القرآني في الشعر الأندلسي) فوجدت الخطاب في القصص جزءاً من الخطاب القرآني، مع اختلاف في بعض العناصر، ومرّت السنوات والخطاب القرآني يتراءى لي، وكلمّا عكفت على قراءة القرآن ازدادت همتي لدراسته، حتى حلّ رمضان عام 1430هـ/ 2009م فبدأت بجمع الآيات على وفق أساليب الخطاب، وقد جعلت نص الخطاب هو الأساس الذي تنطلق منه العناصر التي تضيء النص وتوضّحه.وبعد انتهاء البحث في رمضان عام 1432هـ/ 2011م وجدت فيه مولد دراسة جديدة في القرآن الكريم، وهي إنتقالة من الدراسات التقليدية في الشرح والتفسير الى عرض جديد، واستنطاق لنصوصه الخطابية، دراسة لا تقوم على كل آية لوحدها، بل تقوم على مجمل الموضوع الذي قد يتم في آية أو عدّة آيات، ووجدت ذلك التناسق الجميل بين الموضوعات، وإنّ كل آية جاءت موافقة للسياق- وإنْ كانت مكررة- فإنها تتناول جانباً معيناً من الموضوع لا نجده في الآيات الأخرى. وقد اتبعت منهجاً في الدراسة يتوافق وأساليب الخطاب، وهي على النحو الآتي: بناء السور القرآنية، واللغة والتركيب، والصورة الفنية، والإيقاع الصوتي والدلالي. وأخيراً لا يسعني إلاّ أن أتقدم بجزيل الشكر لأخي الأستاذ نعمة كاظم حمادي على رفدي ببعض المصادر الأساسية، وانتفاعي بمشورته العلمية، وكذلك لابنتي رحاب لجهدها في طبع الدراسة وتزويدي ببحوث من الإنترنيت تخص الدراسة.