أصبح التعاقد الخارجي Outsourcing ظاهرة واقعية لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، حيث لجأت المكتبات إلى الموردين ومراكز الخدمات كمصادر تقدم خدمات جيدة بأسعار مناسبة تقل عن تكاليف اعدادها محليًا، وأدى هذا التوجه إلى قيام محاولات تجريبية للاعتماد بشكل جزئي وأحيانًا بشكل كامل على المصادر الخارجية، ولقد قفزت هذه الظاهرة إلى مجال المكتبات في تسعينيات القرن الماضي إلا أنها استقرت في مجالي الصناعة والتجارة قبل ذلك بأمد بعيد، وبأريحية لم تتحقق بسهولة في كافة قطاعات المكتبات ومناشطها. ويعد الهدف الأساسى للخدمات التعاقدية (التعهيد) مساعدة المكتبات على تحسين أدائها وخدماتها، وتطوير خدمات جديدة لم تكن قائمة من قبل نتيجة لعدم توافر المقومات الأساسية لإعدادها محليًا، كما أنه يدفع إدارات المكتبات نحو المسار السليم، من خلال متابعة جودة وفعالية العمليات والخدمات التي ينفذها المورد، كذلك مناقشة الاتفاقات وإعداد العقود وتحديد المهام والأدوار. أما عن الفهرسة التعاقدية فإنها تكسب أرضًا جديدة كل يوم، ويزداد عدد المصادر الخارجية التي تقدم فهرسة جاهزة للمكتبات بمعدل تصاعدي، حيث تتميز الفهرسة بأنها صاحبة تاريخ طويل مع التعاقد الخارجي، يعود إلى مطلع القرن العشرين. وهذا ما نسعى خلال هذا الكتاب إلى استكشافه ورصده وتقديمه للقارئ والباحث المتخصص.