"لا تنسوا أيها الرفاق ! كنا جميعًا جنود من الرصاص... "

_________________________

فاتحة

التقيت بتوفيق بعلي في [1]نڠوسة، أحدى بوابات الجنوب الكبير، ما وراء الكثبان النحاسية لـ [2]دوخارا، في إقليم [3]ملوك توڤورت. كم كل هذا بعيد الآن، ولكن لا يزال حقيقة مذهلة !

في تلك الفترة من السجلات التي تلت، كنت أقوم بأداء خدمتي العسكرية ككاتب رئيسي في محكمة الحامية، كرة جلدية بلون الكاكي على الأرجح، في مملكة الفراعنة العصرين. على الرغم من أنني لم أضطر قط إلى توقيع أي حكم من أي نوع كان، لقول الحقيقة، كانت القيادة تنظر لي أنا و العسكريين الاحتياطيين الآخرين كموظفين في الأرشيف، على الأكثر.

ماذا يريد الشعب ؟ من المعروف أن رجال الاحتياط في ذروة التثبيط السلبي. لا يهتمون بأخذهم كمراتب القش في مدة تجنيدهم. ولكن في ساعة نهاية الواجب العسكري، سوف يندفعون في اتجاه جدران الثكنات، رافعين الصوت عاليا : [4]"باسطه !"، وليس بأي حال من الأحوال، [5]"آستا لا فيستا ! ".

من ناحية أخرى، لم يكن بإمكان قادتنا أن يتخيلوا، ولو لوقت امض الجفن، أن علينا أيضًا واجب الذاكرة الحقيقية العادلة نحو للأجيال القادمة. الغير المرنة، التي لا تقهر، غير قابلة للاختزال، بلا كلل. ومن هنا أتى للظهور هذا العمل، الذي يتدفق بطريقة ما من مصدره.

قبل إعداد المشهد لك، أيها القارئ العزيز، من الضروري التأكيد على أن هذه الملحمة ليست دليلًا للتجنيد. ولا العكس ! يتعين على الجميع قراءتها بوضوح وتفكير نقدي. أو أللابتعاد عنها جذريا.

في كل الحقيقة، يمكن أن تحدث هذه القصة في أي مكان تعمل فيه القوانين لفائدة الطغاة. لن أذكر في أي وقت من الأوقات اسم الدولة التي تحدث فيها الحقائق. لأنه من وجهة نظري، لسبب تصرفاتهم، فإن آغلبية الممثلين الاذين يلعبون الدور السلبي للأشرار كقادة يتحملون مسؤوليات عامة، أو بصفتهم منفذين لواجبات دنيئة، لا يستطيعون أبدا المطالبة شرعياً شرفهم لجنسية البلد.

و من زاوية أخرى، لكل الذهب في العالم رأيت أن لم أعطي إطارً بلد خيالي لكتاباتي، إذا قررت تجنب كل القابلية للتأثر، كان بإمكاني اختيار أرض وهمية، تسمى على سبيل المثال "أوتوبيا"، على خط أرض غير مستكشفة، وتشويه سمعة أشخا ص مجهولين. بعد تهجيرهم من ترابهم، كانت رسالتي قد فقدت بكل تأكيد أصالتها وتنفسها. هذا هو السبب في أن الأسماء التاريخية للأماكن في أعماق البلاد التي أحبها قد استعادت هنا نبلها.

لحسن الحظ، خلال هذه الرواية، أعتقد أنني قد رسمت على الصفحات أشياء أكثر جمالا من الهراء، حاولت تتبع مسارات الممثلين الرئيسيين، النساء والرجال، الذين سلكوا نفس المسار في وقت من حياتهم. و في موازاة ذلك، اسمحوا لي أن أتكشف، دون خطة مخزية للتضليل، خرافة الأحداث السياسية الراهنة في هذه المنطقة من العالم، على خلفية قصة حب رائعة للبطل الرئيسي لهذه الملحمة، بلا شك طفل شرف من هذا الشعب في حياته اليومية.

آما بعد، بدأ كل شيء عندما أرسلت إلينا الإدارة العسكرية أوامر الالتحاق بالثكنات في سن الرشد، أو بعد أربع أو خمس سنوات لأولئك الذين تابعوا، مثلي، التعليم العالي.

(...)

الواحة الأخيرة قبل العرڤ الشرقي الكبير [1]

أول الكثبان الرملية في الشمال ، معلنة الصحراء [2]

سلالة مارابوتية ، التي حكمت حتى عام 1880 ، في وادي ريغ [3]

كفى ! في اللغة الايطالية[4]

أراك قريبًا ! في اللغة الايطالية [5]

——————————-

(...)

بدأ كل شيء بعد تمرد الكتيبة 555 للمشاة . في الواقع، تين- ن - واهر هو اسم مكان ويقع في الصحراء الشرقية. الله يحفظني، لم أذهب إلى هناك، ولا أتمنى أن يأخذ أي منكم طريق هذه الوجهة ! سأحاول وضعكم على النحو الذي أظهروه لي كبار ضباط الصف النشطة ، وأحذر الشخص الذي يبيع الفتيل من خلال ذكر اسمي !

يتوقف كبير الضباط للحظة، ويستنشق نفخة أخرى من السيجارة، محتجزًا أنفاسه. ثم ينظر فوق الرؤوس. يبدو أنه يعمل على فك عقدة علاقة، حميمة، بعيدة، بثقل مؤلم. قبل أن يعيد عينيه مرة أخرى نحو الممر، على الرغم من المراقبة التي قررها، وبالتأكيد خوفًا من وصول غير مرغوب فيه، لا يعرفه إلا هو... ثم، بينما هو يزفر الدخان من رئتيه، إنه يتابع بصوت منخفض، بطيء، محاطًا بهالة كثيفة من التبغ البغيض للجيش :

" بين هضبة تنهرت وتاسيلي...