
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Loading... |
يقوم هذا الكتاب على رؤية فكرية مفادها أنه "لا يمكن فهم العالم إلاّ ثقافيّا" لتتأكّد بالتالي الحاجة إلى التّحليل الثّقافيّ أو بمعنى آخر أن يفكّر الإسلام في مستقبله ومستقبل العالم على أساس الثّقافة وليبحث هذا المؤلّف عن كيفية تقديم الإسلام نفسه بوصفه نموذجا ثقافيّا قبل أن يكون لاهوتا دينيّا ويتساءل هذا الباحث من خلال مؤلّفه عن هوية الإسلام كشريك تاريخي وليس "عدوّا" حضاريا، ليخلص إلى فكرة هامة تقوم على أنّ الإسلام لا يجب أن يخسر الفرصة التّاريخيّة التي تقع بين فكرة "نهاية التّاريخ" لفرنسيس فوكو ياما (1993) وفكرة "صدام الحضارات" لصموئيل هنتنغتون (1996) معتبرا أن المسافة الفاصلة بين الفكرتين تلخّص السّؤال الأساسيّ وهي مسافة السّؤال الذي يسمح بالدّلالة على مستقبل ما: ما هو مستقبل الإسلام؟ وما هو الخطّ الخاصّ بقدره التّاريخيّ؟ وليؤكّد أنه على هذا الأساس لم يعد الإسلام يملك خيارا آخر غير الانخراط في التأمّل النّقديّ للعالم المعاصر أي أن يعلن نفسه شريكا ثقافيّا قادرا على صياغة القيم الخاصّة بالموقف والمصير الإنسانيّين ليتعبر المؤلّف أن الإسلام اليوم يحتاج إلى أن يعيد ترتيب أوضاعه الدّاخليّة وأن يقوم بإصلاح أضرار ماضيه الهائلة، فالخطر على حد عبارته "كامن في بنية الرّأسمال ذاتها" أي في عجز الشّطر الإنسانيّ من الرّأسمال عن الاستجابة لشطره الآخر المادّي.