يهدف الإثبات إلى بيان مدى التطابق بين النموذج القانوني للجريمة وبين الواقعة المعروضة، وفي سبيل ذلك يستخدم المحقق وسائل معينة لإثبات الحقيقة، وكانت صور السلوك الإجرامي في المجتمعات القديمة تتسم بالبساطة، وكان يكفي لاكتشاف الجريمة استخدام وسائل الإثبات التقليدية، كالاعتراف وشهادة الشهود، وإزاء تطور أساليب ارتكاب الجريمة أصبح اكتشاف الجاني أمرا عسيرا ومن ثم كان لزاما على المجتمع أن يستخدم سلاح التكنولوجيا لكشف الجريمة وإثباتها، ولقد سمحت التطورات التكنولوجية الحديثة بالاستخدام الواسع للتنصت التليفوني، وعلى ضوء ذلك جاءت هذه الدراسة خصيصا لتبين مدى مشروعية الصوت والصورة في الإثبات الجنائي، ومدى حجيته في الإثبات الجنائي، وذلك من خلال الموضوعات التالية: (ماهية الإثبات وقواعده، مدى مشروعية المراقبة الإلكترونية في الإثبات الجنائي، وضمانات الحد من استخدام وسائل المراقبة الإلكترونية.