يقدم هذا الكتاب دراسة بعنوان "جواسيس الجيل الرابع من الحروب"؛ فلقد انتشر بشطل كبير ذلك الاستعمار القائم على التحكم الفكري والسياسي في نظام الحكم والسيطرة عليه كاملا، بحيث تصدر القرارات والسياسات، لا لتعبر عن إرادة الشعب، بل لتعبر عن إرادة الدولة التى احتَلّت وسيطرت، نوع من الاستخدام اللاأخلاقي للقوة الناعمة؛ ذلك المفهوم الذي صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد لزيادة القدرة على الجذب؛ دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع ولكن للأسف استخدم من قبل القوى الإمبريالية للتأثير على الرأي العام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية، وبالضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية وفي هذا الجيل من الحروب لعب الطابور الخامس دوره المنوط به بكل خسة ودناءة؛ منفذا المخطط الأمريكي العامل على خضوع العالم تحت قوة أحادية القطبية للإمبريالية والصهيونية العالمية إنه طابور من الجواسيس يتخذ من حقوق الإنسان قناعا يخفي وراءه نِصاله الموجهة إلى قلوب الإنسانية، ويعلق جشعه على شماعة قهر العالم الواقع تحت الأحكام المستبدة، ويحول فكرة الخلاص من النظم الدكتاتورية إلى دعاوى هدامة لفوضى يصفونها كذبًا الخلاقة فتسقط الدول ويعم الفساد وتتناحر الشعوب فيما بينها، والغلبة حينئذ للشيطان الأكبر، وتقع الدراسة في خمسة فصول: (الطابور الخامس الإلكتروني، الأصل مصري.. والفعل صهيوني، جواسيس شعارات الحرية، جواسيس بنكهة فرنسية قطرية، "جيمس بوند" الثورات).