يهدف هذا الكتاب إلى بناء علاقة بين تطور النقد الاجتماعي في الولايات المتحدة الأمريكية وتطور التفكير الإستراتيجي الأمريكي، وربما يكون هذا الكتاب هو الكتاب الأول في هذا المجال الذي يتعامل مع هذا الارتباط بين المتغيرين: متغير النقد الاجتماعي ومتغير تطور التفكير الإستراتيجي، وعلى ضوء ذلك فإن هذا الكتاب يقوم على المبدأ التحليلي القائل باتساق رؤية العالم من الناحية الوجودية والمعرفية، والقول بالاتساق لا ينفي تناقض الممارسات وخاصة في نطاق ثقافة سياسية واجتماعية لمجتمع يتمتع بدينامية عالية في عمليات التغيير المجتمعي والانتقال من حال إلى آخر عبر الزمن وإستراتيجية ترى في نفسها الرغبة المستمرة في التعامل الخلاق مع المتغيرات الإستراتيجية، في قول آخر، الولايات المتحدة الأمريكية دولة متعددة الأوجه ومتعددة القوميات ومتعددة الطبقات والجماعات المصلحية كما تتمتع بسرعة التغيير الاجتماعي والسياسي.