ان من أوكد مسائل الاجتهاد في الشريعة في زماننا ما يتصل بالقضايا الطبية المحدثة التي لم يكن للمتقدمين فيها نظر أو تفصيل يلبي حاجات المسلمين ويجيب عن تساؤلاتهم. ولا شك أن هذه القضايا في مجملها تتصل بمقصد المحافظة على النفس البشرية في ذاتها أو ما يتصل بأطرافها وأعضائها، ذلك أن التفويت في الطرف أو العضو قد يؤدي إلى التفويت في النفس، ولا يخفى ما لهذا المقصد وهو المحافظة على النفس من أهمية في الشريعة الإسلامية، إذ غايتها القصوى المحافظة على الإنسان لتحقيق مبدأ الاستخلاف في الأرض، فالإنسان سيد الكون وهو النائب عن الله تعالى فيه، ولهذه المهمة خَلَقهُ، ولهذا الدور هيأه، وكذلك حف الله سبحانه وتعالى هذا الأمر باستمرار نسل الإنسان وحسن الاعتناء به، وجلب كل ما يصلح له للقيام بهذه المهمة ودفع كل ما يفسدها عنه.