منذ أواخر ستينيات القرن العشرين تطفل ما يطلق عليهم جزافاً الحداثيون–المستغربون- العرب على الدين الإسلامي واستباحوا بقلمهم القرآن وعلوم الأمة التأصيلية من أصول فقه وعلوم قرآن وغيرها، إذ كرس هؤلاء الحداثيون جهدهم لترسيخ رؤية جديدة للقرآن الكريم تتناقض مع الفهم الإسلامي الذي ينظر إلى القرآن على أنه كلام الله الواجب الإيمان به والعمل بأوامره والانتهاء بنواهيه، لتقوم على النقـد والحذف والإضافـة، أو الطعن مباشرة في صحة المصحف، كما تصدى لذلك أحد كبار الحداثيين- محمد أركون- عند ادعائه أن المصحف ما هو إلا نتاج ظروف تاريخية محكومة بأغراض المؤرخ وأهدافه الخاصة، أو نفيه أن يكون القران كلام الله، أو حتى أن يكون هناك إله متعال، أو كما يدعي الحداثي نصر أبو زيد من خلال ترسيخه فكرة أن القرآن هو حصيلة تراكمات تاريخية ومعاناة قاسية للمجتمع العربي، ظهرت في اللحظة المناسبة على لسان محمد  في شكل نص أدبي.ومع تنامي هذه الظاهرة صار من فروض الكفاية على المسلمين الغيورين على علومهم دراسة هذه الظاهرة، والرد عليها. إذ إن الشريعة الإسلامية جاءت بأحكامٍ عظيمة فيها من الحفظ للمجتمع والضرب على أيدي السفهاء ما يجعل مثل هؤلاء يقفون قبل أن يفكروا في الحديث عن زندقتهم، ومن هذه الحدود العظيمة حد الردة الذي يقيمه ولاة المسلمين عبر عصورهم المختلفة تطهيراً للأرض من الأنجاس الذين أعلنوا عداواتهم لله رب العالمين وذلك بعد أن يقيموا عليهم الحجة ويرفعوا عنهم المحجة.