ظهرت الموسيقى تلبية لاحتياجات الإنسان الحياتية، ومتطلبات التأقلم وأداء العمل الجماعي، وهي انعكاسات ومحاكاة للأصوات الطبيعية والحية، ووسيلة لإشباع ودعم الاحتياجات الفطرية والغريزية، والاتصال والتخاطب مع الآخرين، وتنظيم العمل الجماعي، فـأهازيج وترنيمات العمل اليومي وطريقة الاتصال بين الأفراد من خلال الصيحات المُنغّمة والطرق على الأغصان المجوفة والأثمار اليابسة والعظام والجلود وهمهمات وتمتمات الانفعال والتوتر والاسترخاء الغريزي ساهمت مجتمعة في نشوء وتبلور الإيقاعات والإلحان الأولى، وبهذا أصبحت الموسيقى ذات وسيلة داعمة للفعل الحياتي، وأداة اتصال وتفاهم لأعمال وأفعال الإنسان الحياتية والإنتاجية والشعورية، وعليه فقد جاء هذا الكتاب في ستة فصول متناولا: (عناصر التأليف الموسيقى في العرض المسرحي، أثر الموسيقى السيكولوجي عند الفلاسفة، تصوير الموسيقى في المسرح العالمي، العلاقة الدرامية بين التأليف الموسيقي والعرض المسرحي، الصورة الدرامية في الموسيقى العالمية، وتحليل بعض النماذج المسرحية).