رسائل سبتمبر.. رواية من الأدب الزيمبابوي

ebook رسائل سبتمبر.. رواية من الأدب الزيمبابوي

By بيروني رحيم

cover image of رسائل سبتمبر.. رواية من الأدب الزيمبابوي

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

في الثامن عشر من أبريل عام 1980، أشعل جَدِّي النار في العَلَم البريطاني. أتذكَّر ذلك لأنه كان عيد ميلادي السَّادس، وهو قد أفسده. خبزت لي أُمِّي تورتة؛ على شكل قلب. قلب كبير من الشوكولاتة مرشوش بالسكر، وعبارة "عيد ميلاد سعيد" مكتوبة بخَطٍّ مُهتزٍّ في المُنتصف. جَدَّتي هي من كتبتها. كانت تُعاني من آثار الإقلاع عن التَّدخين؛ ما جعل يدها ترتعش عند كتابة حرف الياء في كلمة "عيد"؛ فبدت الياء وكأنها حرف الباء. سَخِرَ أبي من الأمر أثناء إشعاله الشموع:- "عبد" ميلاد سعيد، الحرية للعبيد.لاحظت أُمِّي اختفاء جَدِّي، وبعد أن أطفأت الشموع، ذهبت جَدَّتي للبحث عنه.داخل المنزل، كان طعام غداء جَدَّتي من الغداء مُلقى في صندوق القُمامة. كان مُكوَّنًا من لحمٍ مطهو مع فاصوليا خضراء، وبطاطس مهروسة. تناولنا غداءنا في صمت. قرأ أبي الجريدة التي كانت مُلقاةً على الطاولة. لطالما كرهتْ أُمِّي ذلك. اعتادت أن تصف هذا التصرف بأنه وقح؛ وأنه: "يقطع سُبُل التواصل بيننا".كانت هذه هي الكلمات التي استخدمتها. أمَّا اليوم فقد صمتت، وتناولت طعامها. كان صوت احتكاك شوكتها وسكِّينها بالطبق بين الحين والآخر هو الوحيد المسموع أثناء تناولنا الطعام. إن كنت أنا من فعل ذلك، لقيل لي إن عليَّ أن آكل بطريقة لائقة، وبهدوء، أمَّا الكبار فبإمكانهم كسر القواعد كما يشاؤون. جلست جَدَّتي وظلت تنظر للطعام وتعبث به في طبقها. في النهاية، قامت أُمِّي ونظَّفت الطاولة. ومن دون أن تنطق بكلمة واحدة، أخذت طبق جَدَّتي إلى المطبخ وأفرغته في صندوق القُمامة. لم يكن جَدِّي موجودًا. كان "في النادي". هذا يعني أنه كان يشرب الخمر.

رسائل سبتمبر.. رواية من الأدب الزيمبابوي