يعتبر موضوع النظام الانتخابي في العراق وأثره على المكونات الاجتماعية من المواضيع ذات الأهمية الكبيرة على واقع بناء العملية الديمقراطية والتمثيل السياسي لهذه المكونات وذلك لتأثيره المباشر على النظام السياسي برمته، حيث تعد مسألة اختيار النظام الانتخابي الملائم من أهم القرارات بالنسبة لأي نظام ديمقراطي، ففي أغلب الأحيان يترتب على هذا الاختيار نظام انتخابي معين ذو تبعات مهمة على مستقبل الحياة السياسية في البلد المعني، حيث إن النظم الانتخابية المنتقاة تميل إلى الديمومة لفترة معقولة من الزمن الذي تتمحور فيه الاهتمامات السياسية المحيطة به حول إمكانية الاستفادة من المحفزات التي توفرها الأنظمة الانتخابية للأطراف السياسة المهيمنة على العملية السياسية والتي تعتبر الطرف المستفيد من الوضع الراهن.تحدث عملية انتقاء النظم الانتخابية نتيجة بروز متغيرات جديدة في الواقع السياسي مثل تغيير نظام سياسي من نظام الحزب الواحد إلى نظام متعدد الأحزاب أو بعد خروج الدولة من الاحتلال إلى الاستقلال، وهذا يعني أن أي نظام ديمقراطي ناشئ يحتاج إلى انتقاء نظام انتخابي معين لانتخاب سلطته التشريعية وحكومة منبثقة عن هذه السلطة وكما يمكن أن تفضي الأزمات السياسية الحاصلة في النظم الديمقراطية القائمة إلى تغيير النظام الانتخابي المعتمد وحتى في غياب تلك الأزمات فقد يعمل مؤيدو الإصلاح السياسي على وضع مسألة تغيير النظام الانتخابي على الأجندة السياسية للارتقاء بالنظام السياسي القائم إلى مستوى أفضل.