تشهد صناعة الإعلام فى مصر تحولات جذرية عديدة فى بيئة العمل الإعلامى، من حيث سرعة تدفق المعلومات ومتابعة الجمهور لها لحظة بلحظة، فمنذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير2011 وحتى الآن، حدثت تغييرات عديدة فى ثقة الرأى العام المصرى بإعلامه الوطنى وامتدت لتصل لمرحلة من العداء وضعف المصداقية نتيجة ممارسات عديدة أسهمت فى زيادة الفجوة بين الجمهور المصرى والإعلاميين.وتشير الدراسات الحديثة إلى أن أهم مشكلة تواجه وسائل الإعلام فى الفترة الأخيرة، هى تراجع مصداقيتها لدى الأفراد، وضعف مستوى الثقة فيها بشكل عام، فى ضوء أن تحقيق المصداقية لدى الجمهور ليس أمراً سهلا، خاصة فى القضايا التى تتسم بقدر من الجدل والنقاش، وتخلق حالة من الاستقطاب السياسى لدى الرأى العام، إذ أن هناك العديد من العوامل المؤثرة على إدراك الجمهور لمصداقية الوسيلة الإعلامية فى تناول الشأن العام، منها العوامل المتعلقة بخصائص الوسيلة ذاتها وأنماط ملكيتها، وتوجهاتها السياسية والنظام السياسى والإعلامى الذى تعمل من خلاله، بالإضافة إلى عوامل أخرى ترتبط بحرفية أداء القائم بالاتصال بداخلها، وخصائص الجمهور ذاته سواء الديموغرافية أو السياسية