
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Library Name | Distance |
---|---|
Loading... |
على الرغم من تعدد الأدوار الوظيفية للصحافة وغيرها من وسائل الإعلام، تظل وظيفتها الإخبارية أحد أهم وأبرز هذه الأدوار، إلا أن واقع الممارسة المهنية يؤكد أن هذا الدور لم يعد مقتصرا على نشر المعلومات عن الأحداث الجارية، ومتابعة تطوراتها، فالمؤسسات الصحفية تحدد أحداثا بعينها لتغطيتها خبريا، في الوقت الذي تتجاهل فيه تغطية أحداث أخرى، كما تتدخل في تحديد توقيت النشر، يتجسَد الانتقاء أيضا على مستوى الحدث الواحد عندما يحدد المحررون المعلومات التي سيتم نشرها، وقد يخفون معلومات أخرى قد تتوافر لديهم، كما يحددون زوايا المعالجة التي سيركزون عليها في التغطية، وفقا لمقتضيات السياسة التحريرية لمؤسساتهم، ويختارون مصادر المعلومات التي سيعتمدون عليها، والأسئلة التي سيوجهونها إليهم، وقد يلجأون للمصادر المُجهَلة بغرض تمرير معلومات بعينها.ولا يتجاوز المحررون الوظيفة الإخبارية للصحافة بإنتقاء زوايا معينة في الأحداث وإبرازها، وبتوظيف مصادر محددة لبناء المعلومات حول الحدث موضوع التغطية، بما يحقق أهداف السياسة التحريرية، فقط، بل يلجأون لتوظيف أدوات اللغة، من تسميات وصفات، بالإضافة لآليات التصوير المجازي، لتأطير الأحداث والقوى الفاعلة فيها في سياقات وتصورات وأدوار محددة، بالإضافة لتوظيف الاستشهادات المرجعية التي تضع الحدث في سياق أوسع يضفي عليه دلالات مقصودة.وبالرغم من أن القاريء قد يجد زخما في الإنتاج العلمي والفكري الذي أهتم بدراسة تأثير أنماط ملكية الصحف ومصالح ملاكها واتجاهاتهم وعلاقتهم بأطراف الصراع، سواء أنظمة الحكم أو القوى المطالبة بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية في مصر، على خطابها الخبري، إلا أن واقع المكتبة الإعلامية يشير إلى ندرة واضحة في الدراسات التي عنيت برصد تأثير التفاعل بين أطراف الصراع بعضهم البعض، وتفاعلهم مع مالكي المؤسسات الصحفية، من جهة أخرى، على الأداء المهني لهذه المؤسسات. من هنا ظهرت الحاجة لتحليل خطاب الصحافة المصرية لما تمخض عن علاقة الصراع بين القوى المحركة للاحتجاجات والنظام الحاكم، التي بدأت منذ عام 2005، وتبلورت في صورة ثورة شعبية انطلقت شرارتها الأولى في 25 يناير عام 2011، لرصد ما به من أنماط تحيز تجاه أحداث الثورة وقوى الصراع فيها، وتحديد أسباب ظهور التحيز، بأنماطه المختلفة، في الخطاب الخبري، لاسيما أن هذه التفاعلات تصبح أكثر حدة وعمقا بتصاعد حالة الصراع بين القوى المختلفة، ما يتسبب في إنتاج معالجات إخبارية مُتحيَزة.