إعلام بدون أخلاق .. قواعد واخلاقيات العمل الصحفي

ebook إعلام بدون أخلاق .. قواعد واخلاقيات العمل الصحفي

By د. فتحي حسين عامر

cover image of إعلام بدون أخلاق .. قواعد واخلاقيات العمل الصحفي

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

ربما كانت هوية الإعلام في أي مجتمع من المجتمعات هي انه صاحب الرسالة النبيلة والسامية التي تستهدف الارتقاء بالوجدان وتثقيف الانسان والارتقاء بسلوكياته وتهذيب الذوق العام - الذي شهد انحدارًا غير مسبوق وتراجعًا في السنوات الستة الأخيرة في مصر عقب ثورة 25 يناير 2011 - وتشكيل الوعي الصحيح وغيرها من الغايات التي تصب في المصالح العليا للوطن وتسهم بشكل مباشر في تنميته والارتقاء به من خلال الالتزام بالأخلاقيات والمهنية في العمل.والإعلام ينبغي ان يضم نخبة متميزة من المثقفين بجد ومن الإعلاميين الذين استطاعوا الجمع بين مهنة الإعلام من حيث النظريات والمعارف العلمية والخبرة التي تثقلها الممارسة العملية وليس مجرد شهادة – مضروبة- للالتحاق بالنقابة التي تمنح رخصة المزاولة الصحفية و والإعلامية بل يجب التدريب الجيد علي ممارسة المهنة ربما التفرغ لها وفي كل مجالات الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤءة.. وبهولاء الإعلاميون نهضة ا الإعلام ونجح في تحقيق رسالته وغايته النبيلة المبتغاه. لكن الواقع المؤلم الذي نعيشه يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا نعيش فوضي إعلامية ليس لها مثيل وإعلام يملي علينا شروطه بقوة ويمارس بلا ضوابط وأحكام. فقد بات إعلامنا إعلامنا مجالا للمتسلقين والمزايدين وأصحاب الهمبكة ا الإعلامية الذين يمارسون الفهلوة والمحسوبية ويقتحمون العمل الإعلامي بالوسطات والعلاقات النفعية المتبادلة مع الاخرين – شيلني واشيلك -، ويخترعون مصطلحات جديدة غير مفهومة والتي تسعي جمعية حماية المشاهدين التي يرأسها الاستاذ الدكتور حسن علي الخبير الإعلامي لرصدها وتوثيقها، ومن هذه المصطلحات "الرونق العام"، و"السلم العام"، "الامن الإجتماعي"، "الاستقرار الدولي"، "عمل نفسه من بنها"، "السلام الاقتصادي والسياسي"، و"نشر مناخ تشاؤم"، و"الاخبار المحبطة و"المثبطة"، "الاخبار المنشطة"، الاخبار الساخنة "الناشط السياسي"، والدكتور الناشط الجنسي"، "طفلة البامبرز""الاستاذة الجامعية الراقصة"، و"برامج الهري"، "وبرامج النميمة والنفسنه والبرامج الجريئة"، "أجرأ قناة في الوطن العربي"، "حوارات بدون سقف"، وبرامج "صراع الديوك"، "مذيع حريقة "، و"المذيع النجم"، و"جماعة الخرفان الارهابية"، وقناة "الخنزيرة الاسرائيلية"،..! وغيرها من المصطلحات التي لا يتسع المقال لذكرها والتي تؤكد مدي الفوضي الإعلامية التي نعيشها! فاصبحت مهنة الإعلام مهنة لمن لا مهنة له او مهنة اضافية لكل من هب ودب فاصبح كل من يعتزل كرة القدم يهرول سريعا الي برامج التوك شو لكي يقدم برنامجًا رياضيًا أو تحليلًا لمباراة كرة قدم من منطلق نظام "السبوبة" أو النحتاية "ومنهم من يطلق علي نفسه مؤسس الإعلام الرياضي في مصر والوطن العربي! ومن المحامين من يخترق الإعلام وبرامج التوك شوز مثل المحامي "الدولي" الشهير الذي يقدم برنامجا علي احدي شاشة الفضائيات ومن اعضاء مجلس النواب يقدم برنامج شهير علي احدي الفضائيات، ويعطي له معظم الوقت دون التفرغ الفعلي لقضايا الامة والشعب. ومن اساتذة الجامعة من يتولي رئاسة تحرير صحيفة كبري بالمخالفة وهو ليس عضوا نقابيا ودائم الظهور كضيف في الفضائيات وهو شهير بقضايا الجنس والدين والسياسة، كما يهرول أهل الفن والمزمار الي تقديم برامج توك شوز سياسية والتوسع فيها وتصديهم للتحليل السياسي احيانا، وناهيك عن دخول الطباخين مجال الإعلام حتي صاروا شخصيات عامة الان. وانتشار البرامج التافهة مثل برنامج الثلاثي فضلا عن سعي إحدي الراقصات لتقديم برنامج دينيا في رمضان المقبل! حتي وصل الامر الي إعلان استاذة الجامعة "الراقصة" الترشح لرئاسة الجمهورية 2018 تحت شعار:"هدلع الشعب المصري والرقص هو الحل"!!

إعلام بدون أخلاق .. قواعد واخلاقيات العمل الصحفي