رواية " من أنا ؟ " ، تأليف ذى محمد الشعيبي، من اصداردار العنقاء للنشر والتوزيع، نقرأ من الكتاب :استيقظت بشرى مبكرا، لم تستطع النّوم جيدا، فمكالمة صديقتها وضحى ما زالت ترن في أذنها وهي تبكي، فقررت زيارتها قبل أن تذهب إلى  الجامعة، توجهت إلى  المطبخ لتحضير الإفطار لها ولوالدها وأثناء ذلك وجدت رسالة من والدها يقول فيها أنّه اضطر للمغادرة  إلى  العمل مبكرا، ما زالت الساعة السادسة والنصف، تساءلت لمَ العجلة؟ لكنها قررت احتساء القهوة فقط، فهي لم تكن جائعة، وأثناء احتسائها للقهوة جلست تتأمل شقتهم المتواضعة والمكونة من غرفتين وحمام وصالة مرفقة بمطبخ صغير، كانت الشقة صغيرة نوعا ما ولكنّها  كافية لتأويها هي ووالدها، وبفقدان والدتها (رحمها الله) شعرت أن منزلهم كبير جدا، فموتها منذ عامين ونصف ما زال يشعرها بالوحدة إلا أن وجود والدها إلى جانبها وعدم مفارقته لها لحظة واحدة خفف عليها وحدتها وحزنها، شكرت الله تعالى على هذه النعمة وتساءلت مجددا.. لمَ غادر سريعا؟ فهي معتادة على الجلوس معه على طاولة الطعام كل صباح لتناول الإفطار ولتحكي له عما يحدث معها كل يوم وبالتفصيل، من قابلت؟ ماذا فعلت في الجامعة؟