طلاب عمل .. لا طلاب علم

ebook

By محمد الخيمي

cover image of طلاب عمل .. لا طلاب علم

Sign up to save your library

With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.

   Not today

Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Download Libby on the App Store Download Libby on Google Play

Search for a digital library with this title

Title found at these libraries:

Library Name Distance
Loading...

كتاب " طلاب عمل .. لا طلاب علم " ، تأليفمحمد الخيمي، من اصداردار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، نقرأ من الكتاب :فقد يبدو هذا العنوان مفاجئاً، بل قد يكون صادماً.ولماذا لا نكون طلاب علم، والقرآن والسنة ناطقانبالثناء على العلم، وعلى المشتغلين بالعلم؟ألم يقل سبحانه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر: 35/28] ،وقال: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: 58/11] ؟ألم يقل سيد الخلق : العلماء ورثة الأنبياء[1]؟ألم يقل:«من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإنه ليستغفر للعالم من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان بالبحر»[2].فأيُّ شيء جناه طلاب العلم بعد هذا الثناء كي تقترن بهم تلك الـ(لا) النافية!؟منذ نحو ألف عام كتب الإمام الغزالي[3] كتابه العظيم (إحياء علوم الدين)، وعقد أول أبواب الكتاب لموضوع العلم، وذكر هناك فصلاً ترجم له بعنوان: (ما بُدِّل من ألفاظ العلوم)، ومما كتبه في ذلك الفصل:«لقد كان اسم الفقه يطلق في العصر الأول مطلقاً على علم الآخرة، ومعرفة دقائق النفوس ومفسدات الأعمال، وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا، وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة، واستيلاء الخوف على القلب، ويدلك عليه قوله تعالى: {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [التوبة: 9/122] ، وما يحصل به الإنذار والتخويف هو هذا الفقه، دون تفريعات الطلاق والعتاق واللعان والسلم والإجارة، فذلك لا يحصل به إنذار ولا تخويف، بل التَّجرُّد له على الدوام يقسِّي القلب، وينزع الخشية، كما نشاهد الآن من المتجردين له (يعني في القرن الرابع).وقد سأل فرقدٌ السبَخيُّ الحسنَ البصري عن شيء، فأجابه، فقال: الفقهاء يخالفونك، فقال الحسن رحمه الله: «ثكلتك أمك فُريقد، وهل رأيت فقيهاً بعينك؟ إنما الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه، الورع، الكافّ نفسه عن أعراض المسلمين، العفيف عن أموالهم، الناصح لجماعتهم»، ولم يقل في جميع ذلك: الحافظ لفروع الفتاوى»[4].

طلاب عمل .. لا طلاب علم