كتاب " طريق الى الروح " ، تأليف . مازن حيدر، والذي صدر عن ار الفارابي للنشر والتوزيع ومما جاء في مقدمة الكتاب :تساءلت الجماعة يوماً سعياً للفرح بما وصل قبلُ... البيضة أم الدجاجة.. متناسية الديك.. فلم يكن مبعثاً للابتهاج لأنه يذكّرها بكل ما خضعت له من سلطات. أسقطت الجماعة صورة السلطة على الإنسان هرباً من مسؤوليتها وحمّلته وزر أفعالها... انتفض الديك مطالباً بحق الفرد على الجماعة، وراح يصيح من الألم كل صباح مجيباً عن التساؤل قائلاً: «أنا الديك... أنا هنا... أنا...» لم يفهم البشر حروفه فأسموا كلامه صياحاً... تدخلوا في تكوينه الأسري والطبيعي قبل أن يفقهوا لغته، فطبيعة البشر موصوفة بالعمى، أرادهم اللَّه عمياناً كي لا يروا غير أنفسهم، تلك حكمة الإله الذي أرادهم آلهة أنفسهم، فنقل الموجودات كلها إلى كون مواز، وتركهم مع خيالات صوَرِها.. كي يحاسبهم على ما فعلوا بتلك الصور كما لو كانت حقيقية... تلك العدالة الإلهية، نقل الضحية بعيداً عن مسرح الجريمة وترك المجرم يقترف جريمته بحق صورة الضحية كي تكتمل الرواية دون ضحايا، الضحية الوحيدة كانت المجرم.. وما زلنا نحيا وهم الوجود.