كتاب " التاريخ الإقتصادي للمملكة الحثية " ، تأليف . سعد عمر محمد امين، والذي صدر عن ار زهران للنشر والتوزيع، نقرأ من مقدمة الكتاب :من تتبع تأريخ المجتمعات القديمة يتضح أهمية اﻹقتصاد وأثـره الكبير في مجمل تفاصيل مسيرة حياة تلك المجتمعات وتطورها عبر تعاقب العصور ، وفي كل عصر حـاول الإنسان فيه تنظيم شؤون حياته اﻹقتصادية من أجل ضمان إنتاجه الزراعي وزيادته وتطويـر أعمال الصناعة لاستخداماتها اليومية ، فضلاً عن تحقيق فائض الإنتـاج منها في المبادلات التجارية من خلال جلب ما كان يحتاجه من المواد الأولية من المناطق الأخرى .    لقد استوطن الإنسان في بلاد الأناضول منذ العصر الحجري القديم ( عصر جمع القوت ) الذي استغرق آلاف السنين ، ثم طرأت على حياته تطورات إقتصادية وإجتماعية مهمة شأنه في ذلك شأن بقية المجاميع السـكانية في أرجاء الشرق الأدنى القديـم ، وعندما حلّ العصر الحجري الحديث في حدود الألف السابع ق . م ، تغيرت معالم حياة ذلك الانسان نحو الاعتماد على الإنتاج،وكما يستدل على ذلك مما تم كشفه من أدلة أثريـة في بقايا المستوطنات والقرى الزراعية التي تعود إلى ذلك التأريخ .