كتاب " الأطر المؤسسية للتعاون العربي الأفريقي " ، تأليفد. علي قضاي الدخر، من اصدارمكتبة مدبولي، نقرأ من مقدمة الكتاب :على الرغم من الكثرة النسبية للأدبيات المنشورة وغير المنشورة حول موضوع "التعاون العربي – الإفريقي"، سواء كانت تلك الأدبيات أو المواد في شكل كتب، أو أطروحات أكاديمية، أو أوراق وبحوث علمية، أو مقالات منشورة في الصحف السيارة، أو في بعض الدوريات المتخصصة، إلاّ أنه يلاحظ أنّّ تلك المصنّفات ، وخصوصاً المنشور منها حول هذا الموضوع، قد صدرت في معظمها من قبل كتاب وباحثين عرب في أغلب الأحيان، بينما تلاحظ أنّ من النادر جداً، أن انبرى كتاب وباحثون أفارقة – أعني من إفريقيا جنوب الصحراء تحديداً - لمعالجة هذا الموضوع.وحتى في الأوقات النادرة التي يتفق فيها لبعض المؤلفين والباحثين الذين ينتمون إلى بلدان من إفريقيا جنوب الصحراء، التطرق لموضوع "التعاون العربي ـ الإفريقي" هذا، فإنّ من الملاحظ بصفة عامة أيضاً، أنّ كثيراً من تلك الكتابات، إذا لم يكن جلّها، تتنكّب سبيل الموضوعية في بعض الأحيان، وتعمد إلى التعميم والطرح العاطفي، بل إنّ من بين تلك الأعمال ما يجنح إلى نوع من التحامل المغرض على العرب، ويحملهم وحدهم مسؤولية "فشل" تجربة التعاون العربي ـ الإفريقي، بما يشي ليس بعدم رغبة أولئك النفر من الكتاب والباحثين الأفارقة في إصلاح تجربة التعاون العربي ـ الإفريقي، وتفعيل آليات ذلك التعاون، بغية تمكينه من تحقيق أهدافه المنشودة لما فيه مصلحة الطرفين فحسب، وإنما يشي  أيضاً بموقف رافض لذلك التقارب العربي ـ الإفريقي أصلاً، وغير مقتنع بقيمته وجدواه تماما.