موضوع هذا الكتاب هو تاريخ الأداب العربية؛ حيث تحيا الأمم بآدابها لأن الآداب ترقي المرء فوق الحياة المادية وتسمق به إلى المدارك الشريفة وتقربُه إلى عالم الأرواح وإلى الجمال الإلهي الذي منهُ يستعير كل مخلوق جماله، وعليهِ فأن أراد العاقل أن يعرف درجة التمدُن التي بلغها شعب من الشعوب يبحث عن انتشار الآداب بين أهلهِ ولذلك ترى المؤرخين يقدَمون في تاريخهم تاريخ الآداب على تاريخ الوقائع وربما أفردوا للآداب تاريخا قائما بذاته يثبت ما يختص بالعلوم والمعارف في كل ملَة مخبرا عن نشأة الآداب بينها واتساع نطاقها وأسباب ترقيها ونتائجها الطيبة في إصلاح العموم وتحسين أخلاقهم ودفعهم إلى المشروعات الأثيرة والمساعي الخطيرة، والكتاب مقسم لثلاثة أجزاء: (الجزء الأول: من السنة ١٨٠٠ إلى ١٨٧٠ الآداب العربية في القرن التاسع عشر، الجزء الثاني: من السنة ١٨٧٠ إلى ١٩٠٠، والجزء الثالث: الربع الأول من القرن العشرين).