تطرح تركيا اليوم كنموذج جديد للتوفيق بين العلمانية والإسلام والديموقراطية والحداثة وكثيرا ما يتم الحديث عن النموذج التركي لتسويقه ونقله إلي مناطق أخري في العالم العربي والإسلامي، ومن ثم فالتعرف علي ما يجري داخل هذا البلد مهم؛ لأن له علاقة بما يجري خلف حدوده، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لخلق نموذج إسلامي متوافق مع الحداثة والعالم الغربي في مواجهة نماذج أخرى ذات طابع راديكالي أو نضالي تمثل تحديا للنموذج الحضاري الغربي وتتبني الصدام معه كما في حالة التيارات الجهادية والسلفية أو التيارات الإسلامية السياسية التي تحمل رؤية مضادة للغرب، وعلى ضوء ذلك يقدم هذا الكتاب دراسة حول الدين والدولة في تركيا المعاصرة، وتقع الدراسة في أربعة فصول: (الإسلام والتيارات الاجتماعية والفكرية في تركيا، الأحزاب السياسية في تركيا قبل ظهور الرفاه، الخبرة السياسية لحزب الرفاه ١٩٨٣ - ١٩٩٧ م، والعدالة والتنمية ومستقبل الإسلام السياسي في تركيا).