الحديث عن الصحافة المكتوبة في الجزائر يبدأ مع المرحلة الاستعمارية؛ حيث ما فتئ الاحتلال يضع قواته على أرض الجزائر حتى بدأ في إصدار نشرياته الموجهة إلى عموم الشعب لأجل توجيهه نحو أهدافه الاستدمارية باسم الحماية، والحضارة، والرقي، ومحاربة "الشيطنة" ودعاة التمرد، واهتمت الحركة الوطنية بقطاع الإعلام أيما اهتمام في معركتها مع الاحتلال؛ إذ أسست عدة جرائد ومجلات ونشريات تابعة لأحزابها وجمعياتها؛ لتدافع عن أفكارها ومواقفها إزاء التطورات التي كان يعرفها المجتمع الجزائري آنذاك، وقد عرفت هذه المرحلة تأسيس عدة جرائد قابلتها عدة توقيفات وتعليقات متكررة لها من طرف الاحتلال بحجج مختلفة، ومع انطلاق الثورة التحريرية المباركة أخذ قطاع الإعلام جانبًا هامًّا في تفجير وإنجاح الثورة من خلال التعبئة، والدعاية بمواقف جيش وجبهة التحرير الوطني، والرد على الشائعات المغرضة التي ما فتئ الاحتلال يزرعها بين الفينة والأخرى، وبعد نيل الجزائر استقلالها عرف قطاع الصحافة المكتوبة بعض المساعي إلى إخراج قطاع الصحافة من نفق خدمة الحزب والسلطة، ولكن هذا لم يكن؛ فالدولة كانت فتية، والأمية تضرب أطنابها، والصراع حول السلطة لا يزال يحوم في الأفق، وفي الكتاب الذي بين أيدينا الآن حديث عن التعليق الصحفي في الصحافة المكتوبة الجزائرية؛ من خلال ثلاثة فصول؛ أتت عناوينها على النحو التالي: تعريف التعليق الصحفي (ويشمل: تعريف التعليق الصحفي، وأنواع التعليق الصحفي والأنواع الفنية الأخرى، ومراحل كتابة التعليق الصحفي وإخراجه)، وعلاقة التعليق الصحفي بالتطور التاريخي للصحافة الجزائرية (ويشمل: الخلفية التاريخية، والخلفية الفكرية، والخلفية الفنية)، وأخيرا متغيرات التعليق الصحفي لدي الصحفيين في الجزائر.